تحليل إعلان تجاري

في هذا الإعلان الذي أنتجته شركة Melon Films المصرية لشركة Electrostar للأجهزة الإلكترونية، تقدَّم لنا غسالة أوتوماتيكية تفتح من الأعلى، مع نص يقول "أخيرًا، غسالة أوتوماتيكية تمامًا تفتح من الأعلى في مصر"، بينما تحاول سيدة رمي كرة من الملابس في الغسالة في زاوية الإعلان، على طريقة لاعبي كرة السلة، وهي ترتدي ملابس فريق كرة السلة الأمريكي لوس آنجلوس لايكرز.

رغم بساطة الإعلان إلا أنه يمرر العديد من الرسائل المركبة. فهو أولًا من خلال النص المرافق له يوحي بأن السيدة كانت في انتظار هذه الغسالة التي جاءت فريدة من نوعها في مصر، وجاءت لتنقذها من حالة ما، وكأن هدفها الأسمى أن تغسل من دون جهد.

أما بالنسبة للسيدة في الإعلان، فأول ما يمكن ملاحظته هو أنها سيدة، أي أن وظيفة الغسيل بشكل بديهي هي وظيفة نسائية. كما أنها تظهر في المظهر المصري التقليدي (الملامح، لون البشرة السمراء، غطاء الرأس)، أي أن الإعلان يحاول أن يقول أن هذه السيدة تمثل كل ربات البيوت المصريات.

الأهم من ذلك، هو أنها سمينة، ويتم التركيز على انحناءات جسمها بالإضاءة والظل والألوان، حيث يقع بطنها وصدرها في مركز الصورة، وهو أول ما يلفت الانتباه. هذا يشير إلى تصوير لربات البيوت إجمالًا على أنهن ينتظرن غسالة تقلل الجهد الذي يقمن به، في إشارة إلى الكسل. لكن هذا الكسل يتبدد بحضور الغسالة الحديثة (التي تضيء في العتمة دلالة على التميز)، إذ تتحول ربة البيت إلى لاعبة كرة سلة تستطيع القفز وتسجيل النقاط (أي تحقيق الأهداف). وتصبح بشهرة وأهمية فريق اللايكرز.

هذا الإيحاء بالكسل يرتبط بانتشار الغسالات النصف أوتوماتيكية في مصر التي تحتاج بعض الجهد للاستعمال، أو الغسالات الأوتوماتيكية تمامًا التي تفتح من الأمام التي لا يمكن إلقاء الملابس فيها بل تحتاج بعض العناء. وهذا يجعل الغسالة الأوتوماتيكية تمامًا التي تفتح من الأعلى أكثر تميزًا.

الخلفية السوداء تعزل السيدة عن المحيط بالكامل وتضع التركيز فقط على السيدة والغسالة، فلا يعود الغسيل نشاطًا يتم في البيت أي في بيئة جمعية، ولا تعود كرة السلة نشاط فريق كامل، وتتم تنحية كل أفراد العائلة الآخرين لتبقى ربة البيت وحدها في لحظة واحدة في مواجهة الغسالة التي ترتبط وحدها بعلاقة معها. 

في النهاية، الصورة العامة للإعلان كوميدية تدعو للضحك، وهذا بحد ذاته عامل جذب للمستهلكين، ويساعد على بقاء الإعلان في الذهن.