Friday, August 15, 2014

تحليل أخبار #2

يكتب الأمير السعودي تركي الفيصل على المونتير مقالًا خاليًا من أي تحليل أو معلومات، بل يفيض بمشاعر باهتة عن تعاطفه مع الغزيين خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع. الفكرة الوحيدة التي يقدمها المقال هي لوم ما يسميه "القيادات الفلسطينية" على "تهور" متصور، ومطالبتها بحذر أكبر.
يقابل الفيصل بين مقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل (الذين لم يُعرف حتى الآن كيف قتلوا) وبين مقتل الشاب محمد أبو خضير في القدس فيما يبدو أن أنه حلقة متواصلة للعنف لا بداية ولا نهاية فيها، وتتساوى فيها جميع الأطراف، أي أنه ينزع الحوادث من السياق الأعم الذي سبق الحادثتين، ليجعل العنف هدفًا بحد ذاته للأطراف "المتصارعة".
هذا ينساق كذلك على الحرب على غزة، حيث يبدو تعاطف الفيصل أشبه بتعاطف مع ضحايا كارثة طبيعية، فهم قتلوا لأنهم ضعفاء لا حول لهم ولا قوة أمام قوة القدر الذي لا هوية له، لا بأوامر عسكرية مباشرة ولأهداف سياسية. 
الأهم من ذلك، هو أن الفيصل لا يرى أي سياق للمقاومة، ولا يقرأ في الأحداث التي سبقت العدوان أي سبب للدفاع عن النفس، ولا يرى في التقدم الذي أحرزته قوى المقاومة على الميدان أمام الاجتياح البري الإسرائيلي إنجازًا، بل يصر على أن يرى المقاومة ضعيفة وغير مجدية، ويحملّها مسؤولية الدم النازف في غزة - الذي هو جزئيا دمها- أي يحملها مسؤولية قتل إسرائيل لعناصرها.

No comments:

Post a Comment